نبذة عن الأسرة
آل أَسْــعـَد، أحد أعرق العوائل الشريفة في المدينة المنورة، وفرعٌ هاشميٌ أصيل من العترة النبوية المطّهرة، من ذرية الإمام الحسين، سبط رسول الله محمد [صلوات الله وسلامه عليه] من ابنته السيده فاطمة الزهراء، وأبوه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب [رضوان الله تعالى عليهم.
تعود جذورهم المدنية الطيبة والضاربة في القدم إلى السيد الوجيه عبدالله المدني في القرن الخامس الهجري، حيث كان [رحمه الله] أول من سكن المدينة المنورة من سلالة السادة الرفاعية التي ينتمي إليها؛ وهي قبيلةٌ عربيةٌ عالية المكانة، قرشيةٌ رفيعة المنزلة، من صميم الدوحة المحمدية المباركة.
أمّا نسبتهم فترجع إلى جدهم الكبير الفقيه العلّامة السيد أسعد ابن أبي بكر الأُسْكُداري [عليه رحمة الله]، مفتي الأحناف في عصره، والمولود في العام ١٠٥٧هـ في مدينة خير الأنام بعد انتقال والده إليها للإستقرار فيها.
نال العلم عن جملة من العلماء الأجِلّاء [رحمهم الله]، منهم والده السيد أبي بكر والشيخ مكي أفندي قاضي المدينة المنورة، كما طاف مصر والشام طلباً للعلم واستزادة في المعرفة.
اشتغل بتدريس الفقه والأحكام الشرعية في المسجد النبوي الشريف زهاء أربعين سنة، وتولّى منصب إفتاء المدينة المنورة على المذهب الحنفي عام ١٠٩٢هـ، وله كتاب ضخم في الفتاوي وعدد من الأذكار والأوراد.
تزوج بكريمة الشيخ مكي أفندي ورُزِق منها بعدة أبناء وأحفاد صالحين ساروا على نهجه القويم وسيرته الحسنة.
توفاه الله عام ١١١٦هـ في المدينة المنورة، ودفن فيها في مقبرة البقيع.
تتشعب الأسرة الأسعدية الزكية إلى شِعبين؛ نسل السيد أسعد ابن السيد محمد أسعد ونسل السيد أحمد ابن السيد محمد أسعد، وهما أخوين اثنين من أعيان القرن الثالث عشر الهجري، من عقب السيد عبدالله ابن العلاّمة السيد أسعد المذكور آنفاً (رحمهم الله جميعاً).
فأمّا السيد أسعد أسعد فقد وُلِد وعاش بالمدينة المنورة وبها توفي. طلب العلم عن مشايخ عصره ونبَغ فيه ثم اشتغل بتدريسه، ثم تولّى إمامة وخطابة المسجد النبوي، وله عدد من الأولاد والبنات الأفاضل.
وأمّا السيد أحمد أسعد فقد وُلِد بالمدينة المنورة، وحفظ القرآن الكريم واتقنه على يد أخيه الأكبر السيد أسعد أسعد. وبعدما بلغ من العلم غايته وتمكّن منه، اشتغل بالإفتاء مدة من الزمن ثم تولّى وكالة الفراشة النبوية، ثم انتقل للعيش في اسطنبول وبها توفي.اتصل بسلاطين الدولة العلية العثمانية وكان سياسياً ماهراً ومقرّباً من السلطان عبدالحمد خان الثاني وموثوقاً به عنده. كما كان أديباً فصيحاً ولديه نَظمٌ في مدح آل البيت.
له عدد من الأولاد والبنات الأخيار، أكثرهم عادوا إلى المدينة المنورة؛ وقلة منهم بقيَت في تركيا إلى الآن، تربطهم علاقة تواصل قوية وصلة رحم متينة بكافة أفراد الأسرة في أرضهم الأم.
اشتُهِرت الأسرة الأسعدية قديماً وحديثاً بتقدير العلم والعلماء، وبرَز أفرادها في شتى المجالات المميزة وتقلّدوا شتى المناصب المرموقة. وهم اليوم متوزعون في كافة ربوع المملكة العربية السعودية، وفي المنطقة الغربية على وجه التحديد حيث مسكن أبائهم وأجدادهم بجوار الحرمين الشريفين منذ مئات السنين.